قضت محكمة بريطانية بحرمان أم من رعاية ابنها وابنتها المراهقين، اللذين يعانيان من الوزن الزائد، وإيداعهما في رعاية عائلة بالتبني بسبب مخاوف من تأثير عدم قدرتهما على التخلص من الوزن الزائد سلبًا على صحتهما.
وتناول تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية تفاصيل هذه الواقعة، موضحًا أن قرار المحكمة الذي يلزم بإقامة المراهقين برفقة أسرة حاضنة راجع إلى أنه بخلاف هذه الخطوة فسوف "يستمر إهمال احتياجاتهما الصحية وتستمر زيادة وزنهما".
وأضاف التقرير أن هذا الحكم يعد الأول من نوعه الذي يُعلن عنه والذي من المقرر بموجبه إبعاد أطفال عن منزل عائلتهما على خلفية مخاوف تتعلق بالسمنة.
وقالت القاضية "جيليان إليس" إن الصبي البالغ من العمر 17 عامًا وشقيقته ذات الـ13 عامًا كانا "طفلين مفكرين وذكيين"، وعلى الرغم توفير موظفي إدارة الخدمات الاجتماعية لهما عضوية في صالة للألعاب الرياضية (جيم) ونظام غذائي ودورات لإنقاص الوزن والحفاظ على اللياقة البدنية، إلا أنهما فشلا في التخلص من الوزن الزائد.
وأشارت أمام محكمة الأسرة قبيل صدور الحكم إلى أن والدة المراهقين فشلت في غرس عادات الأكل الصحي وممارسة التمارين الرياضية والرعاية الذاتية فيهما، وبدلًا من ذلك فقد كانت تتناول وجبات خفيفة غير صحية مثل شرائح البطاطس والآيس كريم، ومن ثم فشلت في أن تكون نموذجًا يُحتذى به.
وقالت القاضية: "أتقبل ما تقوله الأم بشأن صعوبة إجبار المراهقين على التصرف بطريقة معينة، لكن من الواضح أنه إذا تم تشجيعهما على هذه العادات منذ سن مبكرة لما كانت هناك حاجة إلى أي عنصر من عناصر الإكراه الآن"، وأضافت أن المراهقين فشلا في ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وألقت الأم اللوم على الإغلاق المفروض للسيطرة على جائحة كورونا، لكن من الممكن ممارسة الرياضة بالمنزل أو عن طريق السير في الخارج.
ووفقًا للصحيفة، فإن موظفي الخدمات الاجتماعية من مجلس مقاطعة "ويست ساسكس" بإنجلترا يعملون مع العائلة منذ أكثر من 10 سنوات، وكان الصبي والفتاة يقيمان برفقة والديهما في البداية، لكن الأب ترك منزل العائلة عام 2019، ويزورهما من وقت لآخر.
وأكد موظفو الخدمات الاجتماعي أمام المحكمة أن المراهقين عانيا أيضًا من الإهمال بسبب الظروف المنزلية السيئة والافتقار إلى التوجيه بشأن الرعاية الشخصية، مما أسفر عن تعرضهما للتنمر في المدرسة وتدني مستوى الثقة بالذات لديهما.
وأفادت القاضية بأنها على يقين بأن هذا القرار ضروري وملائم للمراهقين في ضوء المخاطر الجسيمة التي تهدد صحتهما البدنية والنفسية إذا لم يتم فعل أي شيء لتغيير نمط حياتهما.